مقالات_الكتاب
انه الوداع ومااقسى الوداع ، نودع فقيدنا ذو العشره الطيبة أبا عيسى ( صالح ) ذلك الإنسان البسيط المتواضع الطيب ذو السمات الهادئه اللطيفة ، فحياتة كانت كلها ( صامته )، وكأنه يقول لنا عند رحيله (ازعجني ضجيجكم فغادرتكم تاركاً لكم الحياة بضجيجها الذي لا استصيغه ! ).. كان رحمه الله صاحب رساله فهو معلم الأخلاق قبل الدروس ، كان اذا نطق نطق همساً ، فلم نسمع له صوتاً الا رقيقاً ولا عبارات الا لطيفة ومهذبة كان يحضر لمجالسنا مصغياً باسماً صامتاً ، لا تستثيره كلمة ولا يحرك انفعالاته حدث ، صاحب مبدأ وواصل رحم ، يبكيه طلابه ، قبل أهله ، يبكيه كل من عرفه ، صالح الهدوء ، صالح الصمت ، صالح لكل شئ صالح..
آه يا صالح آلمنا فراقك ، وعذبنا كيف غادرتنا دون وداع .. غادرتنا بصمت ولكن هذه المره بصوت عالي حزين وألم كبير ، سيفتقدك طلابك ، سيفتقدك المكان الذي عشت فيه دون ضجيج ، ستفتقدك والدتك التي لم تفيق من صدمه رحيلك ، سيفتقدك اليتامى الذين كنت لهم الرحيم ، سيفتقدك أهلك الذين اعتادوا على همساتك ، ! سامحك الله ايها الصالح النقي كم في القلب أبقيت من غصة عند رحيلك ! فألم رحيلك سيبقى عايش في دواخلنا ، فصمتك لم ينطق بعد ! وطيفك لن يغيب ! عزائنا فيك أنك كنت صديق الجميع فلا عدو لك !! .. فالحبيب والقريب يبكوا فراقك .. رحمك الله رحمة واسعة وألهمنا وأهلك وذويك صبراً جميلاً فالله المستعان.
الكاتب/ محمد حمدان الذبياني
اترك تعليقاً